success

نصائح للمقبلين على التخرج من المدرسة العليا للاساتذة

السلام عليكم ورحمة الله

بعد أيام من التخرج، أردت في هذا النص أن أنقل إليكم عص على ارة تجربتي وخبرتي الشخصية و ما اكتسبته من أفكار وتعلمته من مواقف عشتها خلال فترة دراستي وتواجدي بالمدرسة في الخمس سنوات الفائتة، قد يستفيد منها الطلبة الحاليين ويعتبر بها من يريد أن يعتبر
يجب أن أوضح أنني لا أقصد بها شخصا ما بعينه، أو مؤسسة معينة، حتى ولو حدث وتصادف ما كتبته مع حالات يعيشها بعض الطلبة والطالبات، فهذا لكونها مواقف حقيقية و واقعية قد تتكرر قي مستويات عديدة و لدى أشخاص كثر
كما أنني حرصت كل الحرص على أن تكوناللغة بسيطة واضحة وماتعة في نفس الوقت، بأفكار متسلسلة قابلة للإثراء والنقاش
قبل البدء أشكر كل من تفاعل مع المنشور وناقش الأفكار وعلق عليها وأعاد نشرها وكذا من انتقدها
زملائي الطلبة، إذا أردنا تكوين حقيقي نوعي متخصص يؤهلنا لممارسة فعالة ومثمرة لرسالات التعليم لا بد من التركيز على التكوين الذاتي بالتوازي مع التكوين الأكاديمي بالمدرسة، فنتفق على أن ما يتم تقديمه في المدارس العليا لم يعد فعال بالشكل الكافي لتكوين أستاذ يمكنه مواجهة التحديات و الصعوبات التي تواجهه خاصة في سنواته الأولى ضمن قطاع التربية والتعليم. وحتى يكون كلامي واضحا لابد من التذكير أن وزارة التعليم العالي التي تمارس الوصاية على المدارس العليا للأساتذة لم تقم بتحيين برامج التكوين ومناهج التدريس و البحث المقدمة من طرف وزارة التربية و التعليم وفق دفتر شروط خاص منذ سنوات التسعينات، بل بالعكس من ذلك هناك تراجع كبير في نوعية التكوين لا سيما ماتعلق بالتربص والتدريب الميداني
لذلك تجدني ابتدأت الكلام بالتكوين الذاتي الذي اعتبره شيء ضروري في مجال التربية والتعليم، لأنه لا يمكن للمدرسة مهما كانت جيدة أن تحاكي واقع المؤسسات التربوية وتطور طرائق التدريس المعتمدة والمتغيرة كل سنة، وتواكب القوانين والقرارات و المراسيم الجديدة المنظمة للحياة العملية
وهنا أقصد بالتكوين الذاتي البحث الدائم والمستمر في المادة العلمية التي تكون في رصيد كل منا والتي يتم اكتسابها سواء من المدرسة أو من التعلم الذاتي، بالإضافة إلى كل ماتعلق بالجوانب التنظيمية من إدارة صفية ومستجدات تدريس مادة الاختصاص واقعيا بعيدا عن مثالية نظريات التربية التي درسناها والتي تجاوزها الزمن، بالإضافة للتشريعات المعمول بها خاصة ماتعلق بالقوانين، 
 الترقيات، وغيرها
زملائي الطلبة، لا تجعلوا أجمل سنوات حياتكم وهي سنوات الجامعة محصورة داخل أسوار المدرسة أو المدرج، وإلا سوف تمر بضعط رهيب ومعنويات محطمة، في مقابل ذلك تحصل على مناهج قديمة وأساتذة عاديين كباقي الجامعات ومنهم من قد توقف بهم الزمن في التسعينات مع احترامنا للجميع، كما ستجد نفسك في صراع مع نوع اخر من الاساتذة معيار النجاح عندهم ليس الكم المعرفي الذي قدموه للطلبة و إنما كم من طالب يمكن جره للامتحانات الاستدراكية. لذلك قم بتوسيع دائرة تواجدك والخروج من هذا المجال الضيق، لأن المعرفة ليست حكرا على الأستاذ أو داخل المدرج. يمكنك أيضا الحصول عليها من خلال  الانخراط والمشاركة ف النوادي العلمية و الملتقيات و زيارة مختلف المعارض و  المشاركة في مختلف الدورات التكوينية و
الانضمام لمختلف جلسات المناقشة والفكر داخل المدرسة أو خارجها… حتى لو كانت في غير تخصصك فقط اختر منها ماينفعك واترك ماقد يضرك
زملائي الطلبة، نتفق على أن إقصاء الطالب الجامعي بسبب الغياب من أفشل القوانين التي تم سنها، فالطالب الذي يستطيع النجاح في المقياس رغم غيابه؛ يؤهله للانتقال مع الحد الأدنى من المعارف الواجب تلقيها. وهنا لابد من الأساتذة أن يكونوا على أعلى مستوى من المسؤولية و الأمانة التي تجعل الطالب يضع كل ثقته ورغبته في الحضور وانتهال العلم والمعرفة و الخبرة من من هم أعلم منه. وهنا وفي كل الأحوال أطلب الالتزام بالقانون الداخلي لاسيما ماتعلق بالغيابات وتجنب الوقوع تحت رحمة الأستاذ والإدارة.
زميلي الطالب، وأنت في مسيرتك الجامعية، لا تنس صقل مهاراتك وتنميتها ولما لا جعلها مصدر دخل إضافي لك وتطويره، حيث يكون الوسط مناسبا لك، أين تجد من يشاركك الأفكار و الرغبة، ويمكنك تكوين شبكة علاقات تخدم مهارتك، فالعمل الحر مثلا مجال واسع يسع كل فكرة أو مهارة (الكتابة، التصميم، البرمجة، التسويق، التفريغ الصوتي …) والنجاح فيه يعتمد على مدى الاستمرارية و الجهد في التعلم.. فلا تضيع فرصة تواجدك في الجامعة لتحصد النتائج بجهد أقل وأنت خارجها.
زميلي الطالب، وأنت طالب في المدرسة، أترك أثرا جميلا لدى زملائك وأصدقائك وأساتذتك، هي أيام قليلة وتمر وتصبح ذكريات من الماضي، لا تتردد في مساعدة الاخرين خاصة زملائك حتى دون طلب منهم، ولا تسيء للاخرين وتجاوز عن من أساء إليك فأنت راحل عن ما أنت فيه ويبقى الأثر.
زملائي الطلبة، ونحن في طريقنا لنكون أساتذة، لابد أن تتكون لنا قناعة أن التدريس لن يكون طريقك نحو الثراء، فلا تصبح مدرسا من أجل الراتب، كن أستاذا لتنشئ فردا صالحا وتغرس فيه القيم وتحبب إليه العلم والمعرفة.
زملائي الطلبة، الاحتجاج بكل أساليبه يبقى حق مشروع متى دعت الحاجة والضرورة، لكن ليس هو الغاية، وهنا لابد من التذكير بالمسار النضالي الطويل لطلبة المدرسة وتحقيقهم لمكاسب عدة. حيث لابد من التحلي بروح المسؤولية و الفطنة في القضايا المصيرية التي قد يتم مواجهتها
 اقرا ايضا 
زملائي الطلبة، إن الشيء المميز في المدارس العليا للأساتذة والذي لن تجده في الجامعات هو أنك تحتك بخيرة طلبة الوطن علما وأخلاقا وتواضعا، خاصة وأنت في الإقامة الجامعية، لكن اعرف من تصاحب، فالصاحب ساحب. كما أنصح الطلبة المقبلين على التخرج الاهتمام بالتربص الميداني لأنه طريقك الأول نحو التعليم والسبيل الأول لتكتشف اختلالاتك وتقيمها
 
هذا وأتمنى من الزملاء أن يتقبلوا مني هذا بصدر رحب، فإن أخطأت فمن نفسي، وفق الله الجميع لما يحبه و يرضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Leave a Reply

Verified by MonsterInsights