البداية: من روسيا إلى ألمانيا (1991–2013)
وُلدت **آنا سوروكين** عام 1991 في ضواحي موسكو، لأسرة متوسطة الحال. والدها سائق شاحنات، ووالدتها ربة منزل. في عام 2007، انتقلت مع عائلتها إلى **ألمانيا** هربًا من الوضع الاقتصادي الصعب. هناك، عمل والدها في وظائف متواضعة بينما درست آنا الفنون في كلية **لندن للاتصالات** لفترة قصيرة قبل أن تُسقط الدراسة
في برلين، بدأت تعمل كـ**مساعدَة مُصورين**، حيث لاحظت حياة النخبة الأوروبية. كانت تراقب تفاصيل ثقافة الثراء: ماركات الملابس، مطاعم الـ”Michelin“، اللهجة الأرستقراطية. هنا، ولدت فكرة شخصيتها الجديدة: **آنا ديلفي**، الابنة الوهمية لأرستقراطي ألماني تملك ثروة تقدر بـ **67 مليون دولار**
نيويورك: ولادة الأسطورة (2013–2017)
في 2013، وصلت آنا إلى نيويورك حاملة جواز سفر ألماني، وبخطة ذكية
بناء الهوية
صممت بطاقات عمل مزوَّرة تحمل شعار “مؤسسة آنا ديلفي الفنية”
ارتدت ملابس مصممة (اشترتها ببطاقات ائتمان مسروقة)، وتحدثت بلكنة ألمانية-أمريكية مختلقة
استأجرت سواقين خاصين، وأقامت في فنادق فاخرة مثل **11 Howard** و **Beekman Hotel**
الاحتيال على الأصدقاء
في حفلات الصفوة، تعرفت على مشاهير مثل **راشيل دي لوش** (كاتبة في “فانيتي فير”)، التي أقنعتها بدفع **62,000 دولار** فاتورة رحلة إلى المغرب بحجة “عطلٍ في تحويل أموالها”
استدانت آلاف الدولارات من مصممة الأزياء **أنيا فريدلاند** لتأسيس “نادي آنا الفني”
خدعت محامية بارزة لتمويل “فيزا” خاصة بها
احتيال المؤسسات
قدمت لوثائق مزورة لبنك **فورتريس** للحصول على قرض بقيمة **22 مليون دولار** لإنشاء نادٍ فني نُخبوي في “كنيسة الملاك” التاريخية
أوهمت شركات طيران خاصة أنها ستدفع لرحلاتها لاحقًا (رحلة واحدة كلّفت **35,000 دولار**(
رفضت استخدام بطاقات ائتمان عادية قائلة: **”أبي يرفض أن أتعامل مع البنوك التقليدية”**
السقوط: القبض والمحاكمة (2017–2021)
في أكتوبر 2017، بينما كانت تتناول الغداء في فندق **موراكامي** بكاليفورنيا، قبضت عليها الشرطة بعد شكوى من الفندق لعدم دفعها الفواتير. كشفت التحقيقات
275,000 دولار قيمة الاحتيال المؤكد (بين فنادق، بنوك، وأفراد)
اكتُشف أنها ابنة سائق شاحنات، وليس لديها أي حساب بنكي!
المحاكمة الصاعقة (2019)
مثلت آنا نفسها في المحكمة بثقة، مرتدية ملابس مصممين اشتراها محاموها
كشفت التحقيقات تزوير شهادات مصرفية ورسائل بريد إلكتروني مزيفة
حُكم عليها بالسجن **4–12 سنة** بتهمة السرقة الكبرى، مع أمر بدفع **199,000 دولار** تعويضات للضحايا
السجن: الشهرة والكتابة (2019–2021)
في سجن **ريكيرز آيلاند**، تحولت آنا إلى أيقونة
باعت رسوماتها بآلاف الدولارات
كتبت مذكراتها **”آنا ديلفي: قصتي”**، التي وصفت فيها جرائمها بـ**”مشروع فني فاشل”**
اشترت نتفليكس حقوق قصتها مقابل **320,000 دولار** (دفعت منها التعويضات)
الإفراج والمفاجأة (2021–الآن)
أُفرج عنها في **فبراير 2021** لـ”حسن السلوك”، لكن بشروط
منع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
إبلاغ السلطات بأي دخل
في **مارس 2021**، اعتُقلت **مرة أخرى** لأنها انتهكت شروط الإفراج
نشرت صورًا على “إنستغرام” تحت اسم مستعار
تأخرت في تسليم جواز سفرها
منذ **أكتوبر 2022**، وهي محتجزة في مركز **”أورانج كاونتي”** لانتهاك قوانين الهجرة (تصريح إقامتها انتهى)
تواجه **ترحيلًا إلى ألمانيا** حال انتهاء إجراءاتها القانونية
لماذا أصبحت أسطورة؟
الجرأة: اخترقت أعلى طبقات نيويورك دون سنتر
الذكاء: استغلت ثغرات النظام المالي والاجتماعي
السرد الدرامي: حولت احتيالها إلى “فن” في عيون البعض، كما قالت لمجلة **نيويورك**
“لو كنت نجحت في الحصول على القرض، لكنت بطلة ريادة الأعمال!”
اليوم، تنتظر آنا مصيرها في زنزانة الهجرة، بينما يعيد مسلسل Inventing Anna 2022سرد قصتها للملايين، تاركًا سؤالًا:
هل كانت مجرّمة؟ أم انتهازية استثمرت وهم “الحلم الأمريكي”؟
“أنا لا أندم على حُلمي… بل على الطريقة.” — آنا سوروكين